الخميس، 7 يونيو 2012

التخلي والتحلي


قال أبن القيم رحمه الله : باب التخلي والتحلي من كتابه القيم الفوائد :
قبول المحل لما يوضع فيه مشروط بتفريغه من ضده ، وهذا كما أنه في الذوات والأعيان فكذلك هو في الإعتقادات والإرادات . فإذا كان القلب ممتلئاً بالباطل إعتقاداً ومحبة ن لم يبق فيه لإعتقاد الحق ومحبته موضع ، كما أن اللسان إذا أشتغل بالتكلم بما لا ينفع ن لم يتمكن صاحبه من النطق بما لا ينفعه ، الإ إذا فرغ لسانه من النطق بالباطل . وكذلك الجوارح إذا أشتغلت بغير الطاعة لم يمكن شغلها بالطاعة إلا إذا فرغها من ضدها فكذلك القلب المشغول بمحبة غير الله وإرادته والشوق اليه ن لا يمكن شغله بمحبة الله وإرادته والشوق الى لقائه إلا بتفريغه من التعلق بغيره .... ص38 الى هنا أكتفي
هذه قاعدة جليلة من قواعد طبيب القلوب أبن القيم والمراد هنا هو إنك إذا أردت ان تؤمن بشيء ما بفكره ما بمنهج ما وهي ممكن أن تكون خصوصية ويمكن أن تكون عمومية... عليك أولاً أن تزيل كل ما هو قديم في عقلك وفكرك وخصوصاً إذا كان باطلاً وفي أي قضيه ومن ثم تبدأ بالبناء أي تخلي ومن ثم تحلي ، تهدم ومن ثم تبني ، وذلك لأن العقول والقلوب إذا إمتلئت بالأخلاط ، مثلاً خليطاً بين باطل وحق او شر وخير أو نور وظلام ... فإن ذلك القلب والعقل يكون كالمسخ ، ويكون الإنسان عند ذلك متذبذب لا يعرف طريقاً ولا يلتزم صديقاً ... ويستطيع كل إنسان أن يبني على هذه القاعدة الكثير من الافكار ....ودمتم
Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

ليست هناك تعليقات: