الأربعاء، 20 يونيو 2012

الولاية لها ركنان : القوة والأمانة ، قال تعالى : {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ}[القصص: 26] فقولها: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} تعليل لطلبها، فالقوة في العمل، والأمانة في أدائه على الوجه المطلوب ،وأيضاً ما وصف الله به مبلغ الوحي والرسالات إلى الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ـ جبريل عليه السلام في قوله : {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِين} [التكوير: 19 - 21] فلننظر كم وصفاً وصف الله به هذا الرسول الملكي الكريم ؟ ومن ذلك وصفه بالقوة والأمانة، وهما من أعظم عناصر النجاح والكمال فيمن يتسلم الولاية ، وأيضاً قول يوسف عليه السلام للملك: {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف: 55]. فالقوة في الحكم بين الناس ترجع الى العلم بالعدل الذي دل عليه الكتاب والسنة ، والقدرة على تنفيذ الأحكام ، والأمانة ترجه الى خشية الخشية من الله ، والا يشتري بآياته ثمناً قليلاً ، وهذه الخصال الثلاث التي أخذها الله على كل من حكم على الناس في قوله تعالى : {فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44]. لأن "اجتماع القوة والأمانة في الناس قليل، ولهذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: اللهم أشكوا إليك جلد الفاجر وعجز الثقة .... فتاوى أبن تيمية / السياسة الشرعية بشيء من التصرف .
Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

ليست هناك تعليقات: