الأحد، 27 مارس 2011

الفتن

قال صلى الله عليه وسلم: ((ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرف لها تستشرفه، فمن وجد ملجأ أو معاذاً فليعذبه)) رواه البخاري.
أحوال الفتن وأوصافها
لقد جاء في الأحاديث المتنوعة وصف الفتن بصفات كثيرة نظراً لتنوعها واختلافها وأحوالها فمما وصفت به الفتن ما يلي: -
1 – وقوع الفتن كالظلل وما يكون حينئذ في قلوب بعض العباد على بعض كما روي كرز الخزاعي رضي الله عنه قال: قال رجل يا رسول الله: هل للإسلام من منتهى ؟ قال: ((أيما أهل بيت)) وقال في موضع آخر قال: ((نعم أيما أهل بيت من العرب أو العجم أراد الله بهم خيراً أدخل عليهم الإسلام)). قال: ثم مه ؟ قال: ((ثم تقع الفتن كأنها الظلل)) قال كلا والله إن شاء الله، قال: ((بلى والذي نفسي بيده ثم تعودون فيها أساود صُباًَ، يضرب بعضكم رقاب بعض، فخير الناس يومئذ مؤمن معتزل في شعب من الشعاب يتقي الله ويذر الناس من شره)) رواه الإمام أحمد.
والمراد بالظلل أي السحب؛ شبهت بها الفتن لسوادها، وكثرتها، وأنها يتبع بعضها بعضها، وأنها تحجبُ ما وراءها.
والمراد بالأساود: الحيات السوداء، والصب منها التي تنهش ثم ترتفع ثم تنصب شبهت شدتهم على بعضهم وقت الفتن بالحيات السامة في لدغها ونهشها.
2- وقوع الفتن كقطع الليل المظلم كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ((بادروا بالأعمال فتناًَ كقطع الليل المظلم)) رواه مسلم.
شبهت الفتن في إقبالها، وظلمتها، ولبسها على العباد بقطع الليل المظلم، نسأل الله السلامة والعافية.
3- وقوع الفتن كرياح الصيف في تتابعها، وسرعة مجيئها، وتنوعها كما في حديث حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال وهو يعد الفتنه ((منهن ثلاث لا يكدن يذرن شيئاً، ومنهن فتن كرياح الصيف؛ منها صغار ومنها كبار)) رواه مسلم.
4- أنها يرقق بعضها بعضا أي تتعاظم الفتن مع مرور الزمن حتى تكون الفتنة السابقة كأنها رقيقة هينة لشدة التي بعدها وهكذا كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ((إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم..» الحديث رواه مسلم وقد تقدم وفيه «وتجئ فتنة فيرقق بعضها بعض، وتجئ الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف وتجئ الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه...)) الحديث أي هذه التي ستهلكني.
5- أنها تموج كموج البحر كما ثبت أن عمر رضي الله عنه قال: أيكم يحفظ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة ؟ فقال حذيفة: (أنا أحفظ كما قال، قال: هات، إنك لجرئ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة، والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)) قال: ليست هذه، ولكن التي تموج كموج البحر...) الحديث متفق عليه. فشبهت بذلك لقوتها، وشدة اضطرابها، واضطراب الناس، واختلال أحوالهم معها.
6- أنها تعرض على قلوب العباد فتنة فتنة، وتختلف أحوال العباد تجاهها فمن تقبلها ضل وهلك، ومن ردها اهتدى ونجا، كما في قوله صلى الله عليه وسلم ((تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً؛ فأي قلب اشربها نكت فيه نكته سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض، والآخر أسود مرباداً، كالكوز مجخياً؛ لا يعرف معروفاً، ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه...)) الحديث متفق عليه.
7- أنها تذهب عقول الرجال وتميت قلوبهم؛ ويكونون كالأنعام لا يعقلون؛ فيتساقطون فيها بلا بصيرة كما روى حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تكون فتنة تعرج فيها عقول الرجال حتى ما تكاد ترى رجلاً عاقلاً)) رواه نعيم بن حماد في كتاب الفتن.
ونحوه ما جاء من قوله صلى الله عليه وسلم: ((تكون فتنة، ثم تكون جماعة، ثم فتنة، ثم تكون جماعة، ثم فتنة تعوج فيها عقول الرجال)) رواه نعيم بن حماد.
وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إن بين يدي الساعة فتناً كقطع الدخان يموت منها قلب الرجل كما يموت يدنه)) رواه الحاكم.
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا أن بين يدي الساعة الهرج. قيل: وما الهرج ؟ قال: ((الكذب والقتل)).
فقال بعض المسلمين: يا رسول الله إنا نقتل الآن في العام الواحد من المشركين كذا وكذا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ليس بقتلكم الكفار، ولكنه قتل بعضكم بعضاً؛ حتى يقتل الرجل جاره، ويقتل أخاه، ويقتل عمه، ويقتل ابن عمه))، قالوا: سبحان الله ! ومعنا عقولنا ذلك اليوم ؟ قال: ((لا، ألا إنه ينزع عقول أهل ذلك الزمان، حتى يحسب أحدكم أنه على شيء، وليس على شيء((. وفي رواية: ((لا. تنزع عقول أكثر ذلك الزمان ويخلف له هباء من الناس لا عقول لهم)) أخرجه ابن ماجه وغيره وصححه الألباني.
إلى غير ذلك من أحوال مجيء الفتنة وتنوعها، وشدتها، وأثرها في قلوب العباد، وحال الناس عند نزول الفتنة التي تتشبه عليهم كما قال بعض العلماء: الفتنة إذا أقبلت تشبهت، فإذا أدبرت تبينت.
ففي أولها يشبه حالها، ويشكل أمرها على كل من ليس عنده علم ولا بصيرة، فإذا انجلت تبين الناس حالها بعد ما أخذت منهم من أخذت، وأهلكت من أهلكت، والله المستعان.وهذه الأجاديث أنتقيتها وجمعتها عندما زادت الخطوب وبانت العيوب وحارت العقول ورأينا ما رأينا وسمعنا ماسمعنا من هذه الويلات التي تحدث في البلاد العربية والإسلامية حتى لم نعد ندري مع من الحق ولمن الحق وحتى تحكمت بنا الامم وتجمعت لنا في عقر دارنا وحتى قتلنا بعضنا بعضا وتلاعنا وتشاتمنا وتقهذفنا بما هو متوفر لدينا فمن عنده كلام قذفه ومن عنده حجارة قذفها ومن عنده نار قذفها وأحرقنا والسؤال كل هذا لماذا ومن أجل ماذا هل هو من أجل ديننا وعقيدتنا وإسلامنا الذي أعزنا الله به أم هو من أجل دنيا ومناصب ودعوى جاهلية أصبنا بها واله وأقولها وكلي ثقة بما أقول وبعد عون الله أن كل ما حدث ويحدث ما هو الا لعب بالعقول والى هنا أكتفي وستكون الأيام شاهدةٌ على ما أقول والله من وراء القصد وأفوض أمري الى ذي الجلال والإكرام ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.                        
حسني الختاتنة
أبوالمظفربالله
الأحد 27 مارس 2011 ميلادى - الموافق - 21 ربيع ثانى 1432 هجرى