الثلاثاء، 21 أغسطس 2012

حتى لا يتثاقل مظلوم عن رفع ظلامته بعد اليوم

حتى لا يتثاقل مظلوم عن رفع ظلامته بعد اليوم

يرْوي قاضي الموصِل يحيى بن يحيى الغسَّاني
يقول :
( بينما عمر بن عبد العزيز يطوف ذات يومٍ في أسواق حمص, يتفقَّد الباعة، 
ولِيَتَعَرَّف على الأسعار, إذْ قام إليه رجلٌ , عليه برْدان أحمران قطريَّان,
وقال: يا أمير المؤمنين ، 
لقد سمعتُ أنَّك أمرْت من كان مظلومًا أن يأتِيَك , 
فقال : نعم ، وها أنا قد أتَيْتُكَ ، 
وها قد أتاك رجل مظلومٌ بعيد الدار،
فقال عمر : وأين أهلك؟
فقال : في عَدَن،
فقال عمر : إنَّ مكانك من مكان عمر لبعيدٌ ،
ثمَّ نزل عن دابَّتِهِ, ووقفَ أمامه ,
وقال: وما ظلامتُكَ؟
فقال : ضَيْعَةٌ لي - بستان - وثَبَ عليها رجل مِمَّن يلوذون بك ،
وانْتَزَعَها مِنِّي ، فكتَبَ عمر كتبًا إلى عروة بن محمَّد واليه على عَدَن ,
يقول فيه :
أما بعد ،
فإذا جاءك كتابي هذا , فاسْمَع بيِّنَة حامِلِه , فإن ثبتَ له حقّ ,
فادْفَعْ له حقَّه ، ثمَّ ختَمَ الكتاب ، وناولَهُ الرجل ،
فلمَّا همَّ الرَّجل بالانصراف ,
قال له عمر :
على رِسْلِك ، إنَّك قد أتَيْتنا من بلدٍ بعيد،
ولا ريْبَ في أنَّك اسْتنفذْتَ في رحلتك هذه زادًا كثيرًا ، وأخلقْتَ ثيابًا جديدة ،
ولعلَّه نفقَت لك الدابة ، ثمَّ حسب ذلك كلَّه ,
فبلغَ ذلك أحدَ عشر دينارًا , فدَفَعَها إليه ،
وقال : أَشِعْ هذا في الناس ،
قلْ للناس : إنّ عمر أعطاني نفقة السَّفَر،
حتى لا يتثاقلَ مظلومٌ عن رفْعِ ظُلامتِهِ بعد اليوم ,
مهما كان بعيد الدار )
Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

ليست هناك تعليقات: