الاثنين، 1 أكتوبر 2012

على كرسي الحلاق

عندما أنظر لوجهي في المرآة ، لا أطالع تفاصيله كثيراً ، ولا أدقق به ، وكذلك لا أحاول تخيله ، الوجه يعني الكثير للإنسان ، تفاصيله ، تضاريسه ، تجعداته ، وجهي كثيراً ما أحبه كما هو ، كانت لدي وما زالت أمنيه بلحيه كبيره وكثيفه ، عندما أجلس على كرسي الحلاق ، ذلك الطقس الذي أكرهه ، لا أنظر لوجهي ملياً ، كم أحب أن يصمت الحلاق ، ويستمع لي ، وأنطلق متكلماً بإستاذيه ، كم أحب أن ينصت لي كثيرا ، كم أحب أن أعجب الحلاق بمواضيعي وطرحي وفكري ، أحاول أن أكون ممثلاً بارعاً جداً على كرسي الحلاق ، أتحدث في السياسة وفي الدين ، والشعر والأدب ، وقليلاً من الفلسفة ، وعلم النفس ولا أنسى أن أعرج للأدارة ، وللعلاقات الإجتماعية ، وللعادات والتقاليد ويجوز ولا يجوز ، ومكروه ومحبوب ، كم هو جميل ذلك المسرح الصغير ، تلك المنصة التي أنا بطلها الوحيد ، وجمهورها الوحيد هو حلاقي ، وفي نهاية مسرحيتي والتي الغرض منها ، أن أشغل نفسي من النظر لوجهي ورأسي ، وحتى يقول لي الحلاق نعيماً ، ( هيك تمام بلزمك شي ثاني ) ، وعند ذلك أنظر مضطراً نظره سريعه وأناوله الأجرة ، وأثني عليه ، وأدعوا له بالصحة ودوام العافية ، ولكن بالرغم من ذلك ، أعرف بأن لدي من التفاصيل ما ترفع من عمري عشر سنوات ولو بأقل تقدير ، ونحن في هذا العالم كم نحب أن نعيش حياتنا كما اتعامل أنا مع حلاقي ، نحن المتحدثون الوحيدون ، والممثلون الأبطال ، والفرسان ، والبقية هم جمهورنا المُستمع المُنصت المُطيع ، والمُصفق والمُطبل والمُزمر لنا ، نحن لدينا القليل من العلم والمعرفة والثقافة ، ولكن في المقابل لدينا الكثير من الإدعاء والتعالم والأستاذية ، والبطولة الزائفة ، نحن نتكلم أكثر مما نعرف ، ونعرف أقل مما يجب .
Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

السلام و عليكم ابو المظفر
كيفك يا صديقي..

نسأل الله لك دوام العافية

ياااااااااااه
ذكرتنى .. بقصة لروائى فرنسى كأنوا جان بول سارتر
حكى :
الأنسان عاطفة لا غناء فيها

وجمعتها بكلمات كنت زمان قد كتبتها بها
وهى : انظر الى جوفي ويأخذنى جوفى
الي جب جوفى
قتقتلنى الوحدة والعزلةوالظلمة وصدى نداءاتي
ويكفنني الموت
ويدفننى خوفيي

لابد للاشارة بان سارتر قد جرد الانسان
من قيثارة الامل
وانا بكل تواضع وبكلماتى المتواضعةالسابقة
قد جردت نفسى من غروري الخارجى
فقتلنى فراغى الوجودى

وع ذكر الحلاقين
خد هالنكتة ابو المظفر
رحت عند حلاق الحارة
واول ماقعدت على الكرسى
حكيتله : شو الكرسي الله وكيلك
ع الصاجى ... يعنى نازلة على الارض
ضحك وحكى ولا يهمك ..
سرحان الزلمة ماانتبه شو حكيتله اياه
سرحان فى المواضيع اللي بده يبلش يفتحلي اباها....
ومسح شفايفه بلسانه وبده يفتح هالجالوقة يعنى ثمه العسل ..
غمضت عيني بس ثانية
ولا الحلاق جارد نص شعرى ع الصاجى..

شو بدك تحكي ...
غير انك عند الحلاق
لازم تعمل
1- تسكر دينيك
2-تبحلق عينيك
3-تسكر تمك
4- لامانع من الابتسامة الصفراءوالايماءبالرأس كل 3 دقائق


واخيرا وليس اخرا

ياريتنا

ابو المظفر كاحفاد رسولنا الأمى
اللي علم العالم الحكمة
ياريتنا نملأ جوفنا بالايمان والثقافة و العلم مش طبيخ ولبن وميي
وتننفس عادى طبيعي
ساعتها برجع حكم الكرة الأرضية
النا
مع كل تحياتى و تقديري
صديقي العزيز
واسف على الأطالة