كنت أريد ان لا أكتب اليوم ولكن تتزاحم الأفكار
وتتراكم في العقل
الظاهر والباطن فتذكرت قصيده للشاعر إيليا أبو
ماضي وهي تحكي
قصة حجر متذمر ومصاب باليأس والهوان منه ومن
واقعه الذي
يعيشه ، وفي ساعة قهر قرر هذا الحجر الانتحار وإذ
هذا الحجر
الصغير التافه كما يقول ، هو الذي يمسك السد لكي لا
ينهار فانتحر
الحجر مما أدى لانهيار السد وتدمر المدينة هي
دعوه من الشاعر
بأن لا يستهين الإنسان بنفسه وقيمته وأن يكون هو التغيير الذي
يحتاجه العالم هي دعوه لي ولكم وأترككم مع
القصيدة الرائعة :
الحجر الصغير
سمع الليل ذو النجوم أنينا وهو يغشى المدينة البيضاء
فانحنى فوقها كمسترق الهمس يطيل السكوت والإصغاء
فراى أهلها نياما كأهل الكـ هف لا جلبة ولا ضوضاء
ورأى السدّ خلفها محكم البنيان والماء يشبه الصحراء
كان ذاك الأنين من حجر في السد ّ يشكو المقادر العمياء
أيّ شأن يقول في الكون شأني لست شيئا فيه ولست هباء
لا رخام أنا فأنحت تمثا لا، ولا صخرة تكون بناء
لست أرضا فأرشف الماء ، أو ماء فأروي الحدائق الغنّاء
لست درا تنافس الغادة الحد سناء فيه المليحة الحسناء
لا أنا دمعة ولا أنا عين، لست خالا أو وجنة حمراء
حجر أغبر أنا وحقير لا جمالا ، لا حكمة ، لا مضاء
فلأغادر هذا الوجود وأمضي بسلام ، إني كرهت البقاء
وهوى من مكانه ، وهو يشكو الأرض والشهب والدجى والسماء
فتح الفجر جفنه... فإذا الطوفان يغشى ((المدينة البيضاء))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق