قال تعالى:
﴿
يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى
اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ {32} هُوَ
الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ
عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ {33}﴾. [ التوبة].
وقال الله عزَّ وجل: ﴿
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ
نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ {8} هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ
بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ
كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ {9}﴾ [الصف].
قال تعالى : ﴿ قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ( 31 ) ﴾ آل عمران
هذه الآية تسمى عند السلف آية الامتحان ، يمتحن بها من ادعى محبة الله
تعالى ، فينظر إذا كان يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا دليل على صدق
دعواه .
وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام : " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين " البخاري
وهناك الكثير من الآيات القرأنية والأحاديث النبوية الدالة على حب النبي صلى الله عليه وسلم وعلى إتباعه وبالتأكيد أن المُحب يغضب لحبيبه ويُسرع للدفاع عنه هذا أقوله لمن يدعي التعقل والعقلانية في الرد على من يسب الرسول عليه الصلاة والسلام والبعض بدعوى أن الردود تساعد في نشر الفيلم المسيء ، يعني ماذا تريدون منا بالتحديد أن نصمت ن أن نقف مكتوفي الأيدي أم أن نبين ولو بأقل تقدير بأن هذا الأمر لا يجوز بأي شكل من الأشكال ، ولا يجوز تحت أي مبررات ، وهناك من يتميع ويقول ماذا سيقول عنا العالم الغربي ، فليقل ما يشاء عندما ننتصر لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، وهناك من يقول بأن ردنا يكون تشويه للإسلام ، عن أي تشويه تتشدقون ، وهل يوجد أكثر من هذا الفعل تشويه ، ومما رأيته من ردات الفعل بان هناك الكثير من الناس سواء المسلمين أو من غيرهم قد ذهبوا لسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ينقبونها ويبحثون فيها وكم سيكون ذلك تقريب للمسلمين من الإسلام ودخول غيرهم في الإسلام ، كما قال الشاعر :
وإذا أراد الـلـه نشــر فـضـيلـة *** طـُويـت أتـاح لهـا لسـان حسـود
لولا اشتعال النار فيما جاورت *** ما كان يُعرف طيبُ عَرف العود
وماذا تفعل الشعوب المسلمة أمام هذا الصمت من قبل الأنظمة الإسلامية والعربية الا بعض التصريحات والإستنكارات الخجلى الحيرى الخائفة الجبانة ، أمة المليار ونصف ماذا تستطيع أن تفعل في العالم لو وجدت أنظمة تُعبر عنها تعبيراً حقيقياً ؟ وللناعقين المتشدقين على ردودنا لحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم أقول كما قال الحطيئة :
أقــلـوا عـلــيـهـم لا أبــا لأبـيـكـم * من اللوم أوسدوا المكان الذي سدوا
أولئك قومي إن بنوا أحسنوا البنا * وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا
وإن كانت النعماء فيهم جزوا بها * وإن أنـعـمـوا لا كدروهـا ولا كـدوا
ويجب علينا أن نعلم بان علماء المسلمين قد حكموا بقتل من يسب الرسول عليه الصلاة والسلام وبلا إستتابة ، وطبعاً هذا يكون على صاحب ذلك الفعل تحديداً ، ويكون سبه عليه الصلاة والسلام على النحو التالي وهو من كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض :
اعلم وفقنا الله وإياك أن جميع من سب النبي - صلى الله عليه وسلم - ، أو عابه ، أو ألحق به نقصا في نفسه أو نسبه أو دينه ، أو خصلة من خصاله ، أو عرض به ، أو شبهه بشيء على طريق السب له ، أو الإزراء عليه ، أو التصغير لشأنه أو الغض منه ، والعيب له ، فهو ساب له ، والحكم فيه حكم الساب ، يقتل كما نبينه ، ولا نستثني فصلا من فصول هذا الباب على هذا المقصد ، ولا نمتري فيه تصريحا كان أو تلويحا . وكذلك من لعنه أو دعا عليه ، أو تمنى مضرة له ، أو نسب إليه ما لا يليق بمنصبه على طريق الذم ، أو عبث في جهته العزيزة بسخف من الكلام ، وهجر ومنكر من القول وزور ، أو عيره بشيء مما جرى من البلاء ، والمحنة عليه ، أو غمصه ببعض العوارض البشرية الجائزة ، والمعهودة لديه . ص: 539
وبهذا القدر أكتفي ، وهو ما دفعني وسيدفع بالكثير بأذنه تعالى على قراءة سيرة وسنة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...